الفيفا: مدرب الزمالك السابق يدخل تجربة مهمة القوات الخاصة في غينيا الاستوائية

استقبلت غينيا الاستوائية عام 2011 بأفراح تأمل أن تتكرر في العام المقبل. حيث ستشارك هذه الدولة الصغيرة، التي لا يتجاوز عدد سكانها 700,000 نسمة، في استضافة كأس الأمم الأفريقية، بعد أن تلقت دفعة معنوية هائلة بنجاحها في صعود 17 درجة على سلم تصنيف العالمي لتحتل المركز 148.

وكانت البداية في شهر فبراير الماضي، عندما تمكن منتخبها من الفوز على تشاد لينهي بذلك سلسلة هزائم امتدت لعشر مباريات متتالية، ويفتح صفحة جديدة تحت قيادة المدرب الفرنسي الرحالة هنري ميشيل.

وفي ظل غياب الفريق الوطني عن جو المنافسات الدولية حتى موعد الملتقى القاري في يناير الثاني القادم، جاءت مباراة تشاد استمراراً لبرنامج مباريات ودية يخوضها المنتخب بغية الاستعداد للحدث الكبير، وهو برنامج سيضع لاعبي ميشيل في مواجهة منتخب جامبيا في المحطة المقبلة. ولا شك أنهم سيأملون تحقيق نتيجة طيبة تعزز من وضعهم في التصنيف العالمي، بعد أن كانوا قد تراجعوا كثيراً إلى المركز 165 في فبراير، وهو مستوى بعيد تماماً عن أفضل ترتيب لهم في تاريخ التصنيف، حيث بلغوا المرتبة 64 في مستهل عام 2008.

وقد سبق لأبناء غينيا الاستوائية بالفعل أن أثبتوا قدرتهم على تحقيق المفاجآت عندما هزموا الكاميرون في الماضي، لكن ميشيل رغم ذلك يرى أن مهمة إعداد فريق لكأس الأمم في خلال 12 شهراً هي مهمة غير عادية. حتى أنه أطلق اسم "مهمة القوات الخاصة" على العمل الذي كُلف به، وهو أن يصنع فريقاً قادراً على المنافسة في النهائيات القارية التي ستنطلق في باتا بغينيا الاستوائية يوم 21 يناير الثاني.

وعلى الرغم من خبرته التي تمتد لعشرات السنين، فإن المهمة الحالية تختلف عما تتضمنه السيرة الذاتية لهذا المدرب رفيع المكانة الذي طاف بشتى أنحاء القارة السمراء في رحلة تولى خلالها تدريب منتخبات الكاميرون والمغرب وتونس وكوت ديفوار وأندية مثل الزمالك والرجاء البيضاوي.

وقد قال مؤخراً: "أعتقد أنه تحدٍّ جيد، تحدٍّ مختلف. صحيح أن تصنيف غينيا الاستوائية منخفض، إلا أنني أريد أن أستخدم خبرتي لدفعهم إلى الأمام. يريد المشرفون على الاتحاد الوطني التأكد من أن يلعب الفريق بشكل جيد في كأس الأمم ويتخطى الدور الأول. إنه هدف كبير، ولكننا سنفعل كل ما بوسعنا لنحققه".

البحث في أسبانيا

تبحث غينيا الاستوائية عن مزيد من لاعبيها المغتربين في أسبانيا لكي تعزز بهم صفوف منتخبها. وكان من أحدث هؤلاء اللاعبين راؤول فابياني لاعب ألكويانو وإيبان إيانجا لاعب لاس بالماس. كما تقدم البلد أيضاً ليشارك لأول مرة بفريق من فئة تحت 23 سنة في التصفيات المؤهلة لبطولة كرة القدم الأولمبية، حيث سيلعب ضد نيجيريا في أولى جولات التصفيات، ساعياً لإحراز مزيد من النجاح.

ويقول ميشيل إنه ينوي تنظيم معسكر لكل لاعبيه المحترفين في الخارج، حيث سيجمعهم للتدريب معاً في أسبانيا ليحصل على فرصة لرؤية ما يمكن أن يكون بحوزته من إمكانيات ومهارات. وهو يرى أن فريقه في معظمه سيتألف من لاعبين محترفين في أندية أوروبية، حتى وإن كان القليلون منهم فقط هم من شاركوا مع الفريق الأول في أنديتهم.

فهناك على سبيل المثال خافيير بالبوا، الذي لعب في ريال مدريد وبنفيكا قبل أن ينضم لفريقه الحالي ألباسيتي، كما التحق رودولفو باديبو في السابق بنادي ديبورتيفو لا كورونا، ويلعب الآن بين صفوف إلشي في دوري الدرجة الثانية الأسباني. وهما معاً يحملان أكبر آمال غينيا الاستوائية ويشكلان النواة الأساسية التي ينوي هنري ميشيل أن يبني حولها فريقاً يستطيع أن يقوده لإنجاز المهمة.